فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}.
أخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن أبي هريرة في قوله: {ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله} قال: هم الشهداء.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عاصم أنه قرأ: {وكل أتوه داخرين} ممدودة مرفوعة التاء على معنى فاعلوه.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن مسعود أنه قرأ: {وكل أتوه داخرين} خفيفة بنصب التاء على معنى جاءوه. يعني بلا مد.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في النمل {وكل أتوه داخرين} على معنى جاءوه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {داخرين} قال: صاغرين.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة، مثله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: {الداخر} الصاغر الراهب، لأن المرء إذا فرع إنما همته الهرب من الأمر الذي فزع منه، فلما نفخ في الصور فزعوا فلم يكن لهم من الله منجا.
{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وترى الجبال تحسبها جامدة} قال: قائمة {صنع الله الذي أتقن كل شيء} قال: احكم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة {وترى الجبال تحسبها جامدة} قال: ثابتة في أصولها لا تتحرك {وهي تمر مر السحاب}.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {صنع الله الذي أتقن كل شيء} يقول: أحسن كل شيء خلقه وأتقنه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {صنع الله الذي أتقن كل شيء} قال: أحسن كل شيء.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد {الذي أتقن كل شيء} قال: أوثق كل شيء.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن {الذي أتقن كل شيء} قال: ألم تر إلى كل دابة كيف تبقى على نفسها.
{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89)}.
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: {من جاء بالحسنة فله خير منها} قال: «هي لا إله إلا الله {ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار} قال: هي الشرك».
وأخرج ابن مردويه عن جابر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الموجبتين قال: {من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون} قال: «من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة، ومن لقي الله يشرك به دخل النار».
وأخرج الحاكم في الكنى عن صفوان بن عسال قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم القيامة جاء الايمان والشرك يجثوان بين يدي الرب فيقول الله للإِيمان: انطلق أنت وأهلك إلى الجنة. ويقول للشرك: انطلق أنت وأهلك إلى النار، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: {من جاء بالحسنة فله خير منها} يعني: قول لا إله إلا الله {ومن جاء بالسيئة} الشرك {فكبت وجوههم في النار}».
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة وأنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يجيء الاخلاص والشرك يوم القيامة، فيجثوان بين يدي الرب فيقول الرب للاخلاص: انطلق أنت وأهلك إلى الجنة، ثم يقول للشرك انطلق أنت وأهلك إلى النار، ثم تلا هذه الآية: {من جاء بالحسنة} بشهادة أن لا إله إلا الله {فله خير منها} يعني: بالخير الجنة {ومن جاء بالسيئة} بالشرك {فكبت وجوههم في النار}».
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والديلمي عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله {من جاء بالحسنة فله خير منها} يعني بها شهادة أن لا إله إلا الله {ومن جاء بالسيئة} يعني بها الشرك يقال: هذه تنجي. وهذه تردي.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات والخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن مسعود {من جاء بالحسنة} قال: بلا إله إلا الله {ومن جاء بالسيئة} قال: بالشرك.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي قال: كان حذيفة جالسًا في حلقة فقال: ما تقولون في هذه الآية: {من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار} فقالوا: نعم يا حذيفة من جاء بالحسنة ضعفت له عشر أمثالها. فأخذ كفا من حصى يضرب به الأرض وقال: تبًا لكم. وكان حديدًا وقال: من جاء بلا إله إلا الله وجبت له الجنة، ومن جاء بالشرك وجبت له النار.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس {من جاء بالحسنة} قال: بلا إله إلا الله {فله خير منها} قال: فمنها وصل إلى الخير {ومن جاء بالسيئة} قال: الشرك.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد {من جاء بالحسنة} قال: لا إله إلا الله {من جاء بالسيئة} قال: الشرك.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وإبراهيم وأبي صالح وسعيد بن جبير وعطاء وقتادة ومجاهد. ومثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {فله خير منها} قال: ثواب.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {من جاء بالحسنة} قال شهادة أن لا إله إلا الله {فله خير منها} قال يعطي به الجنة.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثمن الجنة لا إله إلا الله».
وأخرج ابن أبي حاتم عن زرعة بن إبراهيم {من جاء بالحسنة} قال: لا إله إلا الله {فله خير منها} قال: لا إله إلا الله خير. ليس شيء أخير من لا إله إلا الله.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ: {وهم من فزع يومئذ آمنون} ينون فزع وينصب يومئذ. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
قوله: {فَفَزِعَ}.
دونَ فَيَفْزعُ؛ لتحقُّقِه كقوله: {رُّبَمَا يَوَدُّ الذين} [الحجر: 2] و{أتى أَمْرُ الله} [النحل: 1].
قوله: {أَتَوْهُ} قرأ حمزة وحفص {أَتَوْه} فعلًا ماضيًا. ومفعولُه الهاءُ. والباقون {آتُوْه} اسمَ فاعلٍ مضافًا للهاءِ. وهذا حَمْلٌ على معنى {كُل} وهي مضافةٌ تقديرًا أي: وكلَّهم. وقرأ قتادةُ {أتاه} مُسْندًا لضميرِ {كُل} على اللفظِ، ثم حُمِلَ على معناها فقرأ: {داخِرين}. والحسن والأعرج {دَخِرين} بغير ألفٍ.
قوله: {تَحْسَبُهَا جَامِدَةً}.
هذه الجملةُ حاليةٌ مِنْ فاعلِ {ترى} أو مِنْ مفعولهِ؛ لأنَّ الرؤيةَ بَصَريةٌ.
قوله: {وَهِيَ تَمُرُّ} الجملةُ حاليةٌ أيضًا. وهكذا الأجرامُ العظيمةٌ تراها واقفةً وهي مارَّة. قال النابغةُ الجعديُّ يصف جيشًا كثيفًا:
بأَرْعَنَ مثلِ الطَّوْدِ تَحْسَبُ أنَّهم ** وُقوفٌ لِحاجٍ والرِّكابُ تُهَمْلِجُ

و{مرَّ السَّحابِ} مصدرٌ تشبيهيٌّ.
قوله: {صُنْعَ الله} مصدرٌ مؤكِّدٌ لمضمونِ الجملةِ السابقةِ. عاملُه مضمرٌ. أي: صَنَعَ اللهُ ذلك صُنْعًا، ثم أُضِيف بعد حَذْفِ عامِله. وجعلَه الزمخشريُّ مؤكِّدًا للعاملِ في {يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصور} [النمل: 87] وقَدَّره {ويومَ يُنْفَخُ} وكان كيتَ وكيتَ أثابَ اللهُ المحسنين، وعاقَبَ المسيئين، في كلامٍ طويلٍ حَوْمًا على مذهبه. وقيل: منصوبٌ على الإِغراء أي: انظروا صُنْعَ اللهِ وعليكم به.
والإِتْقانُ: الإِتيانُ بالشيءِ على أكملِ حالاتِه. وهو مِنْ قولِهم تَقَّن أَرْضَه إذا ساقَ إليها الماءَ الخاثِرَ بالطينِ لتَصْلُحَ لِلزراعة. وأرضٌ تَقْنَةٌ. والتَّقْنُ: فِعْلُ ذلك بها، والتَّقْنُ أيضًا: ما رُمِيَ به في الغدير من ذلك أو الأرض.
قوله: {بِمَا تَفْعَلُونَ} قرأ ابنُ كثير وأبو عمرٍو وهشام بالغَيْبة جرْيًا على قولِه: {وكلٌّ أَتَوْهُ} والباقون بالخطاب جَرْيًا على قولِه: {وتَرى} لأنَّ المرادَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأمَّتُه.
{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89)}.
قوله: {فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا} في {خيرٌ} وجهان، أحدُهما: أنها للتفضيلِ باعتبارِ زَعْمهم، أو على حَذْفِ مضافٍ أي: خيرٌ مِنْ قَدْرِها واستحقاقِها ف {مِنْها} في محلِّ نصبٍ، وأَنْ لا تكونَ للتفضيلِ. فيكونَ {منها} في موضعِ رفعٍ صفةً لها.
قوله: {مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ} قد تقدَّم في هود فتحُ {يوم} وجَرُّه، و{إذ} مضافةٌ لجملةٍ حُذِفَتْ وعُوِّض عنها التنوينُ. والأحسنُ أَنْ تُقَدَّرَ: يومَ إذ جاءَ بالحسنةِ. وقيل: يومَ إذ ترى الجبالَ. وقيل: يومَ إذ يُنْفَخُ في الصُّور. والأولُ أَوْلى لقُرْب ما قُدِّر منه.
{وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90)}.
قوله: {هَلْ تُجْزَوْنَ} على إضمار قولٍ، وهذا القولُ حالٌ مِمَّا قبله أي: كُبَّتْ وجوهُهم مقولًا لهم ذلك القولُ. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
{وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}.
أخبر أن اليومَ الذي يُنْفَخُ فيه في الصور هو يومُ إزهاق الأَرواح، وإخراجها عن الأجساد؛ فَمِنْ روحٍ ترقى إلى عِلِّيين، ومِنْ روحٍ تذهب إلى سجِّين، أولئك في حواصل طيرٍ تسرح في الجنة تأوي بالليلِ إلى قناديلَ معلقةٍ من تحت العرش صفتها التسبيح والرّوْح والراحة، ولبعضها الشهود والرؤية على مقادير استحقاقهم لِمَا كانوا عليه في دنياهم.
وأمَّا أرواحُ الكفار ففي النار تُعّذَّب على مقادير أجرامهم.
{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}.
وكثيرٌ من الناس اليومَ من أصحاب التمكين، هم ساكنون بنفوسهم سائحون في الملكوت بأسرارهم، قيل: إن الإشارة اليومَ إليهم. كما قالوا: العارف كائنٌ بائِنٌ؛ كائنٌ مع الناس بظاهره، بائنٌ عن جميع الخَلْق بسرائره.
{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89)}.
يحتمل أن يكون {خير} ها هنا للمبالغة؛ لأن الذي له في الآخرةِ من الثوابِ خيرٌ مِمَّا منه من القُرَب: ويحتمل فله نصيب خيرٌ أو عاقبة خيرٌ أو ثواب خيرٌ منها. وهم آمنون مِنْ فَزَعِ القيامة. ومن جاء بالسيئة: فكما أن حالَهم اليوم من المطيعين بالعكس فَحُكْمُهم غَدًا في الآخرة بالضدِّ. اهـ.

.قال ابن تيمية:

هَذَا تَفْسِيرُ آيَاتٍ أُشْكِلَتْ حَتَّى لَا يُوجَدُ فِي طَائِفَةٍ مِنْ كُتُبِ التَّفْسِيرِ إلَّا مَا هُوَ خَطَأٌ فِيهَا، مِنْهَا قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا} الْآيَةَ. الْمَشْهُورُ عَنْ السَّلَفِ أَنَّ الْحَسَنَةَ: لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ السَّيِّئَةَ الشِّرْكُ وَعَنْ السدي قَالَ: ذَلِكَ عِنْدَ الْحِسَابِ أُلْغِيَ بَدَلُ كُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ فَإِنْ بَقِيَتْ سَيِّئَةٌ وَاحِدَةٌ فَجَزَاؤُهُ النَّارُ إلَّا أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ. قُلْت: تَضْعِيفُ الْحَسَنَةِ إلَى عَشْرٍ وَإِلَى سَبْعِمِائَةٍ ثَابِتٌ فِي الصِّحَاح وَأَنَّ السَّيِّئَةَ مِثْلُهَا وَأَنَّ الْهَمَّ بِالْحَسَنَةِ حَسَنَةٌ وَالْهَمَّ بِالسَّيِّئَةِ لَا يُكْتَبُ. فَأَهْلُ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ قَالُوهُ لِأَنَّ أَعْمَالَ الْبِرِّ دَاخِلَةٌ فِي التَّوْحِيدِ؛ فَإِنَّ عِبَادَةَ اللَّهِ بِمَا أَمَرَ بِهِ كَمَا قَالَ: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} الْآيَةَ. وَقَالَ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً} الْآيَةَ.
فَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ التَّوْحِيدُ وَهِيَ كَالشَّجَرَةِ وَالْأَعْمَالُ ثِمَارُهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَكَذَلِكَ السَّيِّئَةُ هِيَ الْعَمَلُ لِغَيْرِ اللَّهِ وَهَذَا هُوَ الشِّرْكُ؛ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ حَارِثٌ هَمَّامٌ لابد لَهُ مِنْ عَمَلٍ ولابد لَهُ مِنْ مَقْصُودٍ يَعْمَلُ لِأَجْلِهِ. وَإِنْ عَمِلَ لِلَّهِ وَلِغَيْرِهِ فَهُوَ شِرْكٌ. وَالذُّنُوبُ مِنْ الشِّرْكِ فَإِنَّهَا طَاعَةٌ لِلشَّيْطَانِ. قَالَ: {إنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ} الْآيَةَ وَقَالَ: {أَلَمْ أَعْهَدْ إلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} الْآيَةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: {وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ} لَكِنْ إذَا كَانَ مُوَحَّدًا وَفِعْلُ بَعْضِ الذُّنُوبِ نَقْصُ تَوْحِيدِهِ كَمَا قَالَ: {لَا يَزْنِي الزَّانِي}. إلخ. وَمَنْ لَيْسَ بِمُؤْمِنِ فَلَيْسَ بِمُخْلِصِ وَفِي الْحَدِيثِ {تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ}. إلخ. وَحَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ {قُلْ اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِك أَنْ أُشْرِكَ بِك شَيْئًا وَأَنَا أَعْلَمُ} إلَخْ؛ لَكِنْ إذَا لَمْ يَعْدِلْ بِاَللَّهِ غَيْرَهُ فَيُحِبُّهُ مِثْلَ حُبِّ اللَّهِ بَلْ اللَّهُ أَحَبُّ إلَيْهِ وَأَخْوَفُ عِنْدَهُ وَأَرْجَى مِنْ كُلِّ مَخْلُوقٍ فَقَدْ خَلَصَ مِنْ الشِّرْكِ الْأَكْبَرِ. اهـ.